Dr. Abdulaziz Sager

العرب أثبتوا للعالم أنهم أمة تعشق الحرية

تواصلت فعاليات منتدى الجزيرة العاشر لليوم الثاني على التوالي، وبدأت الجلسة الأولى بكلمة للشيخ راشد الغنوشي قال فيها إن بلاد العرب ظلت سجنا كبيرا يمارس فيه الطغاة هوايتهم وكل أشكال القمع والاستبداد، حتى خرج الشاب محمد البوعزيزي وأضرم النار في نفسه فاتحا بذلك باب الحرية على مصراعيه أمام شعوب كانت متعطشة للخروج من قبضة الاستبداد.
أضاف: إن العالم الآخر كان يعتقد أن العرب يحملون جينات عصية على التناغم مع الحرية والديمقراطية؛ لذا ظلت الدول الغربية تدعم الاستبداد حتى تفجرت ثورات الربيع العربي فأثبتت للعالم أن العرب أمة تعشق الحرية.
ولفت إلى أن نتائج الاستبداد هي التي أنتجت لنا هذه الهجرة الجماعية التي نشاهدها الآن في سوريا والعراق، وهي هجرة لم يشهد التاريخ الحديث مثلا لها بعد هجرة الفلسطينيين، كل ذلك كان بسبب حاكم مستبد لديه الاستعداد لأن يحكم أرضا بلا شعب، وحتى لا أبدو متشائما أكثر فأنا على يقين من أن نتائج الثورات العربية قد تتأخر، لكنها في النهاية ستصل؛ إذ لا يمكن إجهاض ثورة على الإطلاق.
وحول أسباب نجاح الثورة التونسية ووصولها إلى محطة متقدمة على طريق النجاح الكامل، أوضح الغنوشي أن ذلك لم يأتِ من فراغ، بل جراء تفاهمات حضارية حصلت بين الإسلاميين والعلمانيين، وقد أثبتت حركة النهضة للتونسيين وللعالم أن الإسلاميين أكثر وطنية وديمقراطية، فحركة النهضة تنازلت عن الحكم بعد فوزها في الانتخابات لمصلحة الوطن وترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة، وهونتُ على إخواني وقلت لهم إذا كنتم قد خسرتم الحكم فقد ربحتم تونس.
وانتقد الغنوشي محاولة البعض إقصاء البعض في المشهد السياسي العربي، وهو ما كان له دور كبير في تعثر الثورة في بعض البلدان، مؤكداً أن حركة النهضة انتبهت لها ووقفت لها بالمرصاد، ففي العراق ومصر وليبيا كان الإقصاء سببا رئيسيا في عدم التقدم نحو الاستقرار والديمقراطية، فقانون اجتثاث البعث في العراق، ومحاربة الأزلام في ليبيا، وإقصاء الفلول في مصر، كلها قرارات رسّخت مبدأ الإقصاء الذي جاءت الثورات للقضاء عليه، وقد وقفت حركة النهضة بكل ثقلها ضد مثل هذه القرارات في تونس؛ إذ من غير المعقول أن تقصي كل مَن عمل في نظام سابق مهما كان، وبدلا من ذلك علينا أن نرسخ مبدأ “كل من دخل في الدستور فهو آمن ولديه كافة الحقوق وعليه كل الواجبات، فنحن نتطلع للأمام وليس للخلف”.
من جهته كشف عضو البرلمان العراقي ظافر العاني غياب العرب عن المشهد العراقي، وانكفاءهم على الذات بشكل مكّن لدول أخرى أن تهيمن على المشهد العراقي برمته، وأضاف: التدافع الإقليمي والدولي هو عنوان جميل يعطي الأمل لكل الدول التي يوجد بها، لكن بالنسبة للعراقيين فإن التدافع بات ترفا لا يمكن التفكير به في الوقت الراهن، لأنه لا يوجد في العراق أيّ تدافع بين قوى إقليمية وإنما هيمنة من بلد آخر على المشهد كله.
من جهته أثنى أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، على عنوان المنتدى العاشر واختيار لفظة “التدافع” باعتبارها المفهوم الأكثر تعبيرا عما يحدث على الساحة الآن، ومنها الأوضاع في سوريا، موضحا أن السوريين لم يكن بمخيلتهم -قبل تفاقم الأوضاع- أن قضيتهم بكل هذا التعقيد وهذا التداخل، وهو ما يفسر عدم قدرتهم على التعامل مع التداعي الأممي الموجود بوضوح، والذي قد يؤدي إلى القضاء على سوريا بسبب رغبة كل طرف في أن يجرها ناحيته على حساب البلد وشعبه.
وتابع: “لا شك أن هناك مشاريع متعددة تستهدف سوريا ولكن علينا أن نعترف أننا كمعارضة فشلنا في تحديد مفهوم “الوطنية السورية” الذي يمكن أن نقدمه للعالم أجمع، كما لم نستفد من نجاح التجربتين التركية والتونسية أو فشل تجربة مصر. وللأسف نحن كعرب تأخرنا في طرح مشروعنا العربي الذي يمكن أن يكون بديلا للأنظمة الديكتاتورية، فمن أهم معوقات إيجاد حل سياسي في سوريا على سبيل المثال هو عدم القناعة بوجود نظام جاهز يحل محل “النظام المجرم” القائم الآن، برغم فداحة الثمن الذي دفعه الشعب السوري، أيضا لم تكن هناك مناقشة جدية لشكل ومضمون الدولة السورية في المستقبل من قِبل كل الأحزاب والفصائل والتوجهات الموجودة على الساحة. وكان أكثر ما يخشاه النظام أن يتبلور فكر سياسي موحد يمكن أن يقنع العالم بأنه البديل الملائم؛ لذا كان أهم ما يعنيه هو جر الثورة السورية إلى العنف والعسكرة -وهو الملعب الذي يجيده- فيما لا نجيد نحن سوى السياسة، وللأسف نجح في هذا”.
وأكد عبدالعزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، على تراجع الاهتمام العالمي بالشرق الأوسط، واقتصار الغرب على الحد الأدنى من التدخل لحفظ مصالحهم فقط، في الوقت الذي أصبحت فيه القوى الداخلية والخارجية الداعمة لمشاريع التقسيم تمتلك أدوات وأساليب لمشروعها.

أوزهان: القمع بسوريا ومصر فاقم الأوضاع في المنطقة
قدم طه أوزهان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي ربطاً واضحاً بين السياسة والاقتصاد العالمي، مسلطاً الضوء على المشكلة الأزلية والهوة بين الشمال والجنوب، موضحاً أن معاهدة “سايكس بيكو” كانت نتاجاً ثانويا للنظام العالمي في القرن العشرين، كما تمت ممارسة الرأسمالية العالمية لصالح الشمال، وهو ما تأكد بشكل واضح من خلال التوترات التي حدثت في بداية القرن الحالي والأزمة المالية العالمية.
وأوضح أوزهان أن هناك قضيتين رئيسيتين يمكنهما حلحلة الوضع المتأزم في العالم وهما: حل الأزمة الاقتصادية في كل من الشمال والجنوب، وتحديث المؤسسات العالمية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، فالعالم الآن يشهد غياب المؤسسات الحقيقية التي تتدخل وقت الأزمات. مؤكداً أن الشمال إذا أراد حلا حقيقيا للأزمات المالية والاقتصادية فعليه أن يعقد سلاما مع الجنوب، وهذا يعني تنوعا في اللاعبين، وأن التوسع الرأسمالي في الجنوب لن يكون ممكنا إلا إذا كانت هناك إجراءات جادة تواجه هذه التحديات.
وأضاف خلال حديثه في الجلسة الثانية لمنتدى الجزيرة العاشر أن كل الأزمات السياسية التي يشهدها العالم الآن ليست بعيدة عن أزماته الاقتصادية ولا حل لها من دونه، وأن هناك حاجة فعلية لتحديد ملامح هذه الأزمات والروابط بينها وبين الاقتصاد.
وتابع قائلا: “رغم أن دول الشمال لم تدخل في حروب تقليدية منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن التهديدات تأتيها الآن من الدول “الضعيفة” في الجنوب وعليها تدارك هذا الأمر، فليس هناك أزمات طائفية أو حروب داخلية تظل في بلدانها وتؤثر عليها وحدها، وإنما يمتد هذا التأثير إلى بلدان العالم الأخرى فتكون كـ “التسونامي” الذي يؤثر على الجميع ويأخذه في طريقه”.
وأضاف: “لو لم يوجد قمع في سوريا ومصر لشاهدنا مسارا متوازنا كان سيؤدي إلى أوضاع سياسية واقتصادية أفضل لبلدان الجنوب”.

بدر خان لـ «العرب»:
رعد الشمال أكد العزم على العمل ضد الإرهاب

أكد عبد الوهاب بدر خان في تصريح لـ”العرب” إن تمرين رعد الشمال جاء لتجيب عن حاجة استراتيجية وضرورية للعالم العربي والإسلامي كي يؤكد بالفعل أنه عازم على العمل ضد الإرهاب أيا كان مصدره ولديه الإمكانات لدحر هذه الظهارة، هذا على مستوى الضرورة، أما على المستوى الاستراتيجي فقد مثّل التمرين رسالة واضحة إلى دول مثل إيران التي توجد معلومات حقيقية تثبت دعمها للإرهاب، وهذا الدعم للأسف ليس فقط لفترة محدودة ولا لوسائل محدودة وإنما يمتد على فترات طويلة، وقد تبيّن أكثر فأكثر أن أجهزة الاستخبارات الغربية لديها معلومات كثيرة حول هذا الموضوع، لكنها ما زالت تحتفظ بها بسبب الضغوط الأميركية، لأن أميركا لديها مصالح في هذا المجال، بدءا بمصلحتها في التوصل إلى اتفاق نووي، والآن لديها مصلحة في التطبيع الاقتصادي مع إيران، بالتالي نستطيع القول أن تمرين رعد الشمال ومن قبله عاصفة الحزم فيهما إجابة واضحة عما يمكن أن يفعله العالم العربي والإسلامي للحفاظ على أمنه واستقراره. وفيما يتعلق بالعلاقات السعودية القطرية ودورها في بلورة موقف حازم وموحد من القضايا العربية المصيرية أوضح بدرخان أن العلاقات بين البلدين تنطلق من أسس متينة من التفاهم والتقارب حاليا، وهذا ليس فقط على مستوى القيادتين، بل على مستوى الشعبين. ولفت إلى أن قوة هذه العلاقات تظهر في كل النواحي خصوصا الموقف من أزمة اليمن ومن الأزمة السورية، ومن محاربة الإرهاب، ومن دعم القضية الفلسطينية، إلى غيرها من قضايا الأمة العربية والإسلامية.

 

https://alarab.qa/article/23/03/2016/815407-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D8%AB%D8%A8%D8%AA%D9%88%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A3%D9%86%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Facebook
Twitter
YouTube
LinkedIn
Scroll to Top