Dr. Abdulaziz Sager

(بن صقر “للشرق”: تفاهم سعودي- تركي لدعم المعارضة السورية خارج إطار “مظلة” أمريكا لمحاربة “داعش”)

كد الدكتور عبدالعزير بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث أن اجتماع الرياض لقوى المعارضة الذي عقد في ديسمبر الماضي شكل نقطة انطلاق لتحقيق مطالب الشعب السوري، وان جميع المشاركين اتفقوا على أن تكون سورية موحدة ولا يُقصي طرف الآخر.

وكشف بن صقر في حواره مع “الشرق ” أن الولايات المتحدة فرضت خطوطا حمراء على تسليح المعارضة حتى لا تحسم الثورة، ولولا هذه الخطوط لكانت الثورة انتصرت في بدايتها.

وأشاد بتعيين اللواء علي محسن الأحمر معتبرا القرار ساهم في طمأنة العسكريين والقبائل ويعجل بموعد حسم المعركة، كما أشاد بدور حزب الإصلاح اليمني واصفا إياه بانه جزء من الأحزاب الوطنية، كما أن قيادته موجودة في المملكة.

واعتبر التدخل الروسي أضعف دور إيران في سورية، لانه لم يكن في مصلحتها، وان روسيا خرجت من سوريا قبل أن تتورط أكثر وتكرر تجربة أفغانستان.

وفيما يخص الشأن المصري قال بن صقر: أتطلع لأن تكون هناك محاكمات عادلة وسريعة في مصر ولا يتم إقصاء أي طرف.

وإلى نص الحوار…

استضافت الرياض في ديسمبر الماضي اجتماعا لقوى المعارضة السورية الذي انبثقت عنه الهيئة العليا للمفاوضات ثم تبع ذلك إجراءات وتحركات نوعية على مستوى القضية.. بصفتك من أدار حوار المعارضة هل كانت عملية توحيد المعارضة نقطة الانطلاق لتحقيق مطالب الشعب السوري؟

في الحقيقة أنا تشرفت بإدارة مؤتمر المعارضة الذي عقد في الرياض، الذي مثل الاجتماع الموسع لقوى المعارضة السورية. وأود الحديث هنا بصفتي الشخصية وما أقوله يمثل آرائي وانطباعاتي ولا يعكس في أي جزء منها الموقف الرسمي السعودي. من خلال هذه اللقاءات وجدت أن هناك وجهات نظر متقاربة بين كل الأطراف، بالرغم من وجود تباين في البداية حول بعض النقاط والمفاهيم، لكني شعرت أن القاسم المشترك بين كل المشاركين هو بقاء سورية موحدة، وألا يكون هناك إقصاء لأي طرف، وأن يشارك الجميع في رسم مستقبل سورية.

كما أن الجميع كانوا متفقين على ضرورة رحيل الأسد وكافة القوى المحتلة سواء الروسية أو الإيرانية، أو “حزب الله”، وأي وجود أجنبي آخر، وكلهم متفقون أيضا على ضرورة إصلاح الجهاز الأمني والعسكري، ومقرون بأن تكون سوريا دولة مواطنة وتعددية تشمل الجميع وتتسع لهم، وتحتكم لآليات الديمقراطية، وأن مَن يشارك في المفاوضات لا يشارك في هيئة الحكم، وهذه ميزة لاجتماع الرياض، وفي تقديري كانت كلها نتائج طيبة ومبشرة للغاية.

استطاع المشاركون في هذه الأجواء خلق الهيئة العليا التي هي المرجعية للوفد المفاوض للتفاوض، والتي ذهبت إلى “جنيف “، ثم انتقلنا بعدها إلى الهدنة، وبالفعل التزمت بها جميع قوى المشاركة، ولم تحدث أي خُروقات من جانبهم، عكس ما فعل الروس والنظام.

وما السيناريوهات المتوقعة للقضية السورية بعد توحيد المعارضة؟

نحن الآن أمام ثلاثة سيناريوهات، الأول هو نجاح المسار السياسي، وهذا ما نتمناه، لأنه سيوفر الكثير من الجهد والتكاليف ويحقن الدماء، ويقلل عدد الضحايا والمشردين، ويوقف الدمار الذي خيّم على البلاد.

وللمسار السياسي أسسه القائمة على اتفاق “جنيف 1” والقرار الأممي “2254”، اللذين نصا على هيئة حكم انتقالية، ونقل السلطات، ثم صياغة دستور جديد، وانتخابات برلمانية.

أما في حال فشل السيناريو السياسي- لا قدر الله- فبذلك نكون أمام خيار آخر وهو التغيير بالقوة من خلال إحداث انقلاب لتغيير النظام، وهذا نشاط مخابراتي، أو عمل عسكري، وربما يحتاج لدور سعودي — تركي مشترك، ليس تحت المظلة الأمريكية لمحاربة “داعش” وإنما دور أكثر وأكبر توسعاً من هذا الجانب، من خلال تمكين المعارضة وتسليحها بأسلحة نوعية، والدخول إلى سورية من خلال الحدود التركية وكذلك الأردنية، وربما يكون هناك عمل عسكري كبير، ضمن مظلة التحالف الإسلامي في حالة موافقة ومشاركة دول التحالف الاسلامي.

الخيار الثالث، هو خيار “دولي ” يأتي إذا ما فشل الحل السوري — السوري أو الحل العربي — الإقليمي فيكون هذا الخيار، بمعنى أن تقوم أمريكا وروسيا بحل الصراع بفرض حل مشابه لما حدث في كوسوفو، عندما تدخلت الدول الكبرى، وفرضت الحل والرؤية المستقبلية، وكان ذلك بقرار من مجلس الأمن وبتنسيق دولي، كذلك يكون الخيار مشابها ايضا لـ “عاصفة الصحراء ” التي حررت الكويت، بعد احتلالها من العراق والتي جاءت بعد قرار دولي.

فيما يخص الخيار الثاني الذي يقضي بتدخل سعودي- تركي.. هل بالفعل السعودية جادة في التدخل العسكري في سورية كما حدث في اليمن.. أو أن هناك حسابات أخرى؟

سياسة المملكة العربية السعودية أنها لا تتدخل في شؤون دولة ما إلا بمبررات واضحة، وبطلب من الشرعية ورغبة الشعب، وهذا ما حدث في اليمن مثلا، عندما طلب منها ممثلو الشرعية هناك، وساندها في ذلك قرار مجلس الأمن “2216”، وبالتالي فإن السعودية لن تتدخل عسكريا في محيط أي دولة إلا حين يُطلب منها، أما في سوريا فهي أقرت بانها ستكون ضمن التحالف الدولي المنبثق عن قرار مجلس الأمن، وبقيادة الولايات المتحدة، في حال لزم الأمر تدخلا بريا، فهي مساهمة ضمن التزامات دولية للحرب على داعش.

وفيما يخص المفاهمة بين السعودية وتركيا فأعتقد أن هناك منظورا آخر للتدخل، فليس من الضرورة تقديم قوات برية، لدخول الأراضي السورية، فالمعارضة لديها الرجال والمقاتلون، لكن قد ينقص بعض التدريبات، أو التسليح، أو وسائل الاتصال والمعلومات الاستخبارية المهمة، فهذه المهمات يمكن تقديم العون والمساعدة والخبرات اذا رأت الدولتان ذلك.

لكن البعض يردد أن المملكة مترددة في التدخل في سورية عكس ما فعلت في اليمن.. كيف ترد على ذلك؟

المملكة جادة في نصرة الشعب السوري، وتبذل كل ما في وسعها من جهد لدعم المعارضة السورية، وللضغط على كل الأطراف الدولية التي من الممكن أن يكون لها تأثير على القضية، ولصالح الشعب السوري، لكن أيضا المملكة ملتزمة بالإطار الدولي، وما يقتضيه في هذا الشأن. والصراع في سورية تم تدويله بشكل واضح وقاطع، لذا فان اي عملية تدخل عسكري اقليمي عليها النظر والاعتبار للبعد الدولي.

كيف تقيّمون موقف الولايات المتحدة تجاه القضية السورية؟

نحن عانينا من موقف الولايات المتحدة، ومن الخطوط الحمراء التي وضعتها من فترة، وكان لها تأثيرات سلبية كبيرة، مثل تسليح المعارضة، التي كانت تحتاج اليه، ولو استطاعت الحصول عليه من قبل لكانت الأمور حسمت، لذا أنا أعتقد أن هناك تخاذلا أمريكيا في هذا الجانب.

هل خروج القوات الروسية من سورية نتاج جهد وتحركات السعودية؟

لا شك أن المملكة لها دور كبير، مع باقي الدول العربية، ودول الخليج، التي اعتبرت الوجود الروسي بمثابة احتلال أجنبي، لكن الحقيقة هو أن روسيا عملت على توقيت دخولها وخروجها.

فالروس كان لهم هدفان أساسيان هما الحفاظ على النظام، وهذا لا يعني بالضرورة إبقاء رأس النظام، وأيضا محاربة الجماعات المسلحة، وتنظيم الدولة “داعش”.

وهل توقيت الانسحاب له دلالات معينة؟

في الحقيقة توقيت الانسحاب له أسباب مختلفة، قد يكون منها تقليل الخسائر التي تكبدتها روسيا، وأن تخرج قبل أن تتورط أكثر، ومع ذلك فهي لم تخرج بكامل قواتها، بل أبقت على جزء من آلياتها العسكرية، فمثلا كان لها حسب ما ذكر أكثر من 50 طائرة، أبقت منها 23 بين مقاتلة وهليكوبتر، أيضا كان لها 4 آلاف جندي، أبقت جزءًا منهم، كما أبقت قاعدتها البحرية العسكرية في “طرطوس” والقاعدة الجوية في(حميميم)، ولأن الروس لديهم إرث سيئ مع أفغانستان، ولا يريدون تكراره مرة أخرى، ولا يريدون أن يقعوا في نفس خطأ الولايات المتحدة في فيتنام، وبالتالي كان قرار انسحابهم في هذا التوقيت.

وهل فوجئتم بهذا الانسحاب؟

نحن فوجئنا بالتوقيت فقط، وكنا نتمنى أن يكون هذا الانسحاب كاملا، وليس جزئيا، ولرغبتنا بالانسحاب الكامل، لذا فقد تم الترحيب به.

بعض التقارير تتحدث عن وجود خلافات بين الروس والإيرانيين خاصة بعد تدخل روسيا في سورية.. هل تتفق مع ذلك؟

بكل تأكيد، فالتدخل الروسي لم يكن في مصلحة إيران وأضعف دورها، بعدما كانت تتفرد طهران بفرض نفوذها على النظام السوري، والتدخل أوجد طرفا آخر أقوى يعتمد عليه النظام، خاصة أنه يمتلك الطائرات ونظام الدفاع الجوي، والصواريخ بعيدة المدى، مقابل إيران التي تستخدم فقط ميليشياتها على الأرض.

وهل بين السعودية وروسيا حاليا تنسيق حول الوضع السوري؟

المملكة انفتحت على روسيا، ورأت أن المفاهمة مع روسيا حول سورية وباقي القضايا أفضل الطرق، خاصة أن المملكة ترى أن روسيا تتدخل في المنطقة من منظور مصالحها، عكس إيران التي تنظر إلى القضايا من منطلق عقائدي مع المصالح، وتحاول أن تتمدد في المنطقة من هذا المنظور.

كما أن روسيا أيضا ترى أنها تريد إحداث توازن دولي في المنطقة، خاصة بعد أن تم الضغط عليها في أوكرانيا من قبل مجموعة الثماني وخروجها من قمة الثماني، وحصارها اقتصاديا وسياسيا، وهو ما أثر في سياستها، لذا فتدخلها في سورية من أجل إرسال رسالة مفادها أنها قادرة على تحريك آلتها العسكرية في أي وقت، وسحبها أيضا في أي وقت تحدده.

يقال ان هناك مقايضة بين المملكة وروسيا تتخلى الرياض بموجبها عن دعم المعارضة السورية في مقابل ضغط روسيا على الحوثيين لسحب قواتهم من صنعاء وباقى المدن اليمنية.. هل هذا صحيح؟

أعتقد أن هذا الكلام غير صحيح خاصة في ظل تطابق وجهتي نظر المملكة وروسيا في الملف اليمني والحرب على الارهاب، والرياض رحبت من قبل بعدم اعتراض موسكو على قرار مجلس الأمن، الذي تبعه دور مهم لروسيا في اليمن، وبالتالي فموضوع المساومة والمقايضة غير وارد أصلاً. المملكة لا تدخل في مقايضات على حساب الامن القومي العربي.

ما ثوابت السعودية في سورية ووجهة نظرها في حل الأزمة؟

ثوابت المملكة هي رحيل الأسد عن السلطة، وإحلال هيئة حكم انتقالي، وتطبيق مخرجات “جنيف1” وما تبعه من قرار مجلس الأمن.

وكيف تنظر المملكة لموضوع الفيدرالية الذي طرحه المبعوث الأممي لسورية؟

المملكة ترى أن سورية لابد أن تبقى موحدة، وليست مقسمة، وأن الشعب السوري هو الذي يختار نظام الحكم الذي يحكمه، والدستور المتوافق معه، ثم بعد ذلك يقرر مستقبله ومصيره، هل تكون سورية فيدرالية أو مركزية أو غير ذلك؟ هذا كله يقرره الشعب السوري بعد أن يتمكن من تقرير مصيره.

مر عام على عملية ” عاصفة الحزم “..إلى أين وصلت الأوضاع في اليمن؟

هناك تقدم على عدة مستويات، فهناك هدنة حدودية بين الحوثيين، وهي ناتجة عن حاجتهم إليها، كما أنها جاءت بضغط من القبائل الموجودة على الحدود، هذه الهدنة الحدودية بمقتضاها يتم تسليم الأسرى والجرحى، ومناقشة القضايا الحدودية بين الجانبين، أيضا تم تحرير جزئي لتعز، وتحرير الجزء الأكبر من الجنوب، مع استمرار احتلال الميناء والعاصمة وعاصمة الحوثيين صعدة والعاصمة السياسية صنعاء، لكن وصول اللواء علي محسن الأحمر، أسهم في طمأنة العسكريين، والقبائل وحزب الاصلاح، وسيسهم في دعم حسم المعركة.

يقال إن تعيين اللواء الأحمر جاء بطلب من السعودية؟

قرار تعيين اللواء الأحمر قرار يمني بحت، لكن باركته المملكة، وقد كان يتطلع اللواء الأحمر الى أن يُعين نائبا لرئيس الجمهورية، لكن تم الحياد عن هذا القرار بعد تعيين المهندس بحاح، وعُين الأحمر نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وكما قلت اعتقد أن تعيينه سيسهم بشكل كبير في حسم المعركة، بحكم علاقته بالمؤسسة العسكرية، وقبائل الشمال، وايضا بحزب الإصلاح.

على ذكر الإصلاح.. كيف هي علاقة السعودية بالحزب؟

المملكة تعتبر الإصلاح جزءا من الأحزاب اليمنية الوطنية، وهناك العديد من قيادات الحزب دخلت المملكة، كما أن الإصلاح أسهم بشكل كبير في تحرير الأراضي اليمنية، ضمن المقاومة الشعبية في مواجهة الحوثيين.

هل تأخر قرار قطع الهبة وتصنيف “حزب الله” كمنظمة إرهابية؟

خليجيا، المملكة كانت تصنف حزب الله، كمنظمة إرهابية، وعندما قررت المملكة دعم الدولة اللبنانية عسكريا وأمنيا، كان الهدف تمكين الدولة من بسط هيمنتها على كامل الأراضي اللبنانية، وعندما شعرت المملكة بأن “حزب الله” يمارس ثلاثة أدوار هي: الجريمة المنظمة والمليشيا المسلحة، والمعطل السياسي، اضطرت المملكة لوقف هذه المساعدات.

على ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي التي انتقد فيها السعودية.. يقال إن هناك توترا حاليا في العلاقة بين البلدين؟

العلاقة السعودية بينها وبين الولايات المتحدة تاريخية، بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، وهناك شراكة استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات، لكن المملكة تعتب على أمريكا انها اتفقت مع إيران في موضوع الملف النووي، وكان الأولى أن تأخذ في الاعتبار المصالح الإقليمية الأخرى، وألا تعطي المؤشر لإيران بأن تواصل محاولة فرض هيمنتها على المنطقة.

النقطة الثانية: أننا بحاجة لمواقف أمريكية أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالملف السوري، والعراقي، واليمني ليكون أكثر وضوحا وايجابية.

أما فيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة للرئيس أوباما، فأعتقد انه جانبه الصواب في الكثير مما قال، فالمملكة كانت وما زالت عنصرا داعما للأمن والسلام في المنطقة، من خلال علاقتها بالولايات المتحدة ولم تكن مخربة كما هي إيران مثلا.

أخيراً ما علاقة النظام المصري حاليا بالمملكة.. هل كما كانت من قبل أم أن هناك توترا ما؟

المملكة لها علاقات تاريخية وعريقة مع مصر واحترمت رغبة الشعب المصري عندما اختار الرئيس مرسي، واحترمت قراره أيضا عندما جاء السيسي للسلطة، فما يعني المملكة هو الشعب المصري ووضعه، بمعنى انها عندما تقدم دعما فانه للشعب المصري بالدرجة الاولى لما يربطنا به من علاقة دينية وعروبية وتاريخية.

انا شخصيا أتطلع لحالة مصرية جديدة بدون إقصاء لأي طرف، ومشاركة جميع الأطراف، ووجود نظام يسمح للجميع بأن يمارس نشاطه على السطح، وان يكون هناك استمرار لمحاكمات عادلة وسريعة.

وبالتأكيد هناك تباين في وجهتي النظر فيما يتعلق بسورية، وإيران، لكن إلى الآن لم تصل لدرجة الاختلاف، والأنظمة تذهب وتأتي ولكن يبقى الشعب المصري وشعوب الخليج بما يربطها من كل الأواصر.

 

https://al-sharq.com/article/30/03/2016/%D8%A8%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B8%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Facebook
Twitter
YouTube
LinkedIn
Scroll to Top